حكم صيام يوم الجمعة

الصيام في الإسلام
قبل الإطّلاع على حكم صيام يوم الجمعة فسيتمّ التّعرف على الصيام في الإسلام، والصيام سيُعرف في اللغة أنّه الإمساك، ويُعرف اصطلاحًا أنّه عبادةٌ لله -سبحانه وتعالى- وذلك بالإمساك عن الطّعام والشّراب وسائر الشهوات من طلوع الفجر وحتّى غروب الشّمس، وصيام رمضان من أركان الإسلام الخمسة وهو عبادةٌ مفروضة عل كلّ مسلمٍ مكلّف، ويكون الصيام واجبًا أو مستحبًّا أو مكروهًا أو محرّمًا وكلّ نوعٍ له أحكامه، والصيام في الإسلام لا يكون بترك الطّعام والشّراب والشّهوة فقط، بل بترك كلّ ما يُغضب الله عزّ وجلّ، ومن شدّة أهميّة الصّيام فإنّ الله -سبحانه وتعالى- جعل الصّيام له وهو يجزي به، وقد ورد في الحديث الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه: “يقولُ اللهُ: الصومُ لي، وأنا أَجْزي به، يَدَعُ الطعامَ والشَّرابَ من أجْلي، وشَهوتَهُ لي، والصومُ لي، وأنا أَجْزي به، ولَخُلوفُ فَمِ الصائمِ أطيَبُ عندَ اللهِ من ريحِ المُسكِ”.[1] لذلك على المسلم أن يحرص على أداء هذه العبادة

حكم صيام يوم الجمعة:

إنّ حكم صيام يوم الجمعة مكروهٌ في الإسلام إلا إذا وافق صيامًا مفروضًا أو من اعتاد الصيام بشكلٍ دائم، وهذا القول وافق قول جمهور أهل العلم من الشّافعية والحنابلة والأحناف وقاله بعض السّلف، فقد ورد عن النّبي -صلى الله عليه وسلم- الكثير من الأحاديث التي ينهى بها عن صوم يوم الجمعة منفردًا عن غيره من الأيّام، منها ما رواه الصحابي الجليل أبو هريرة -رضي الله عنه- قال: “لَا تَخْتَصُّوا لَيْلَةَ الجُمُعَةِ بقِيَامٍ مِن بَيْنِ اللَّيَالِي، وَلَا تَخُصُّوا يَومَ الجُمُعَةِ بصِيَامٍ مِن بَيْنِ الأيَّامِ، إِلَّا أَنْ يَكونَ في صَوْمٍ يَصُومُهُ أَحَدُكُمْ”.[3] ويقول الإمام النووي أنّه يُكره إفراد يوم الجمعة بالصّوم فلو وصله المسلم بيومٍ قبله أو يومٍ بعده أو أن يوافق ذلك عادةً له، لم يُكره عليه ذلك، والله أعلم

صوم القضاء يوم الجمعة:

ورد في حكم صيام يوم الجمعة أنّه مكروهٌ لو كان صيامه منفردًا في صوم التّطّوّع وذلك لما نهى النبي -صلى الله عليه وسلّم- عنه في الكثير من الأحاديث الشريفة في السّنة النبوية، وصوم القضاء لفرض الصيام يُستثنى من هذه الكراهة فهو جائزٌ ولا حرج فيه ولكن الأفضل أن لا يصوم القضاء في يوم الجمعة منفردًا، والأفضل من ذلك أن يقضي صيامه في يومٍ غير الجمعة، ويُستثنى من كراهة صيام يوم الجمعة من صام قبله أو بعده، أو اتفق وقوعه في أيّامٍ له عادة بصومها، أو وافق الجمعة يومًا نذر فيه الصيام، وبهذه الحالات يجوز له الصيام فيها.

هل يجوز صيام الجمعة في العشر من ذي الحجة:

إنّ الأيام العشر من ذي الحجّة من الأيّام المباركة والعظيمة عند الله، وقد بيّن النّي -صلى الله عليه وسلّم- فضلها وحثّ الإكثار من الأعمال الصالحة فيها، وقد ورد عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما العملُ في أيامٍ أفضلُ مِنهُ في عشْرِ ذِي الحِجَّةِ ، ولا الجهادُ في سبيلِ اللهِ ، إلَّا رجلٌ خرجَ يُخاطِرُ بنفسِهِ ومالِهِ ، فلمْ يرجِعْ من ذلكَ بشيءٍ”.[7] والأعمال الصالحة فيها تشمل الصيام، فمن صام من أيام ذي الحجّة كلّها أو بعضها وكان فيها يوم جمعة فلا حرج عليه، لكن لو صام يومًا واحدًا فقط منها وصادف يوم جمعة فذلك مكروه والله ورسوله أعلم