حكم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

أهلا وسهلا بكم طلابنا الأعزاء في موقع اندماج نجيبكم في هذا المقال على سؤال ما هو حكم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ونتعرف على درجات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وماهو تفسير اية وليكم منكم امة ؟؟ ومن ثم نتعرف على الاجابة الصحيحة لسؤال ما هو حكم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

حكم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر :

يعدُّ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أساسًا يقومُ عليه الدّين، وقاعدةً يرتفعُ منها عاليًا إلى أن يصلَ إلى أعلى مرتبة مقصودة، فلا خيرَ في دين لا يأمر ولا يَدعو إلى الخير والحُسنى والمعروف، ولا خيرَ في دينٍ لا يأمر بنبذِ المنكرات، لذلك كانَ السكوت على المنكر في الإسلام محرّمًا وكانَ الأمر بالمعروف واجبًا، فقد ثبت في صحيح السنة النبوية الشريفة عن النَّبيِّ -صلّى الله عليه وسلّم-، ففي حديث أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: سمعت رسولَ الله -صلّى الله عليه وسلّم- يقول: “من رأى منكم منكرًا فليُغيّرهُ بيدِهِ، فإنْ لم يستطعْ فبلسانِهِ، فإنْ لم يستطع فبقلبِهِ” . ومن الجدير بالذكرِ أنَّ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فرض واجب على المجتمع ككلِّ ولكنّه فرض كفاية، أي إذا قام به بعض الناس سقط عن البقية، وهذا يعني أنْ يقوم الدعاة بهداية الناس إلى الخيرات ونبذِ المنكرات، وبهذه الدعوة من بعض الدعاة يسقط الفرض عن بقية المجتمع، وفرض الكفاية يختلف عن فرض العين اختلافًا بسيطًا، فكلاهما فرض وجب القيام به، ولكنَّ فرضَ العين واجب على كلِّ فرد أن يؤديه لنفسه، كصوم رمضان والصلوات الخمس، وأما فرض الكفاية فهو -كما وردَ- فرض إذا قام به بعض الناس سقط عن باقي المجتمع، ومن أمثلتِهِ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهذا واضح في تفسير الآية التي قال تعالى فيها: “وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ” ، أيْ أنْ تكونَ من الناس طائفةٌ تأمرُ بالمعروف وتدعو إلى الخير وتنهى عن المنكر فتكفي وتُسقط هذا الفرض عن البقية، والله أعلم.

درجات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:

إنَّ التدرُّجِ من الأعلى إلى الأقل علوًّا في حديث أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- يوضِّحُ بعض درجاتِ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فعن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: سمعت رسولَ الله -صلّى الله عليه وسلّم- يقول: “من رأى منكم منكرًا فليُغيّرهُ بيدِهِ، فإنْ لم يستطعْ فبلسانِهِ، فإنْ لم يستطع فبقلبِهِ” ، فقد حثّ رسول الله في الحديث على تغيير المنكر والنهي عنه مهما استطاع الإنسان إلى ذلك سبيلًا، فكان التدرُّجِ في الاستطاعة من اليدِ إلى اللسان ثمّ إلى القلب، دليلًا واضحًا على ضرورة تغيير المنكر مهما كانَ التغيير بسيطًا ولو كانتْ قدرة الإنسان في التغيير أنْ يغيّرَ هذا المنكر بقلبِهِ فلا يأتي بمثلِهِ ولا يدعو إليه، ومن الجدير بالذكرِ هنا أنّه من رأى منكرًا فحاول تغييره وهو يعلم أنّ تغيير هذا المنكر سيؤدي إلى منكر أعظم منه، فهنا لا ينبغي أنْ يغيّر حتى يعلم أنّ التغيير سيكون للخير وليس للإساءة أو لمنكر أعظم وأكبر، والله أعلم.

تفسير آية ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير :

قال تعالى: “وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ”  تعدُّ هذه الآية القرآنية العظيمة من سورة آل عمران منهاجًا خالدًا، لو اتبعَهُ الناس لكسبوا خيرًا كثيرًا، ولأصبحتْ حياتُهم قائمة على الألفة والمودّة، هذه الألفة التي تنبع من بئر صافٍ اسمُهُ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كانَ المنهي عنه من كان، ومما وردَ في شرح الآية الكريمة، قول المفسرين: كونوا أمّة، والأمر هنا لا يحمل معنى التبعيض، بل يحمل معنى التعميم، أي كونوا أمّة تدعو إلى الخير والخير هو الإسلام، أما الأمر المعروف والنهي عن المنكر فقد وردَ عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه: أنَّ النَّبيَّ -صلَّى اللَّه عليه وسلَّم- قالَ: “والذي نفسي بيدِه لتَأمرُنَّ بالمعروفِ ولتَنهوُنَّ عن المنكرِ أو ليُوشِكَنَّ اللهُ أن يَبعثَ عليكمْ عقابًا منهُ فتدعونهُ فلا يَستجيبُ لكمْ”  ففي الحديث والآية السابقين دعوة إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من الله تعالى، ليتحقق وعد الله الذي يقضي بالفلاح والفوز العظيم لكلِّ آمرٍ بالمعروف وناهٍ عن المنكر، والله أعلى وأكبر.