عاشوراء هو اليوم العاشر من شهر مُحرَّم الذي يُعَدّ أحد الأشهر الحُرُم التي ذكرها الله -تعالى- في قوله: (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهورِ عِندَ اللَّـهِ اثنا عَشَرَ شَهرًا في كِتابِ اللَّـهِ يَومَ خَلَقَ السَّماواتِ وَالأَرضَ مِنها أَربَعَةٌ حُرُمٌ)

 

سبب صيام عاشوراء والحكمة منه :

قَدِمَ الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- إلى المدينة المُنوَّرة، فوجد اليهود يصومون يوم عاشوراء، وعندما سألهم عن سبب صيامهم أجابوا إنّه يومٌ نجّى الله -تعالى- فيه موسى -عليه السلام- وقومه وأغرق فرعون وجنده، وكان موسى -عليه السلام- يصومه؛ شُكراً لله -تعالى-؛ فصامه الرسول -صلّى الله عليه وسلّم-، وأمرَ بصيامه، فقال للصحابة: (أنتُمْ أحَقُّ بمُوسَى منهمْ فَصُومُوا)، وربّما كان يصومه قبل ذلك؛ لأنّه الحديث لا يُوجَد فيه ما يدلّ على أنّ هذا الوقت كان وقت ابتداء صيام عاشوراء

وقد ذُكِرت قصّة نجاة موسى -عليه الصلاة والسلام-، وإغراق فرعون في القرآن الكريم، في قوله -تعالى-: (فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ)،[٥] وذلك عندما جَحَد فرعون بالله -تعالى-، وتكبَّر، فقرَّر موسى -عليه السلام- الخروج مع قومه؛ فتبعهم فرعون إلى أن وصلوا البحرَ؛ فأمر الله تعالى- موسى -عليه السلام- أن يضرب البحرَ بعصاه لينقسم إلى قسمَين، فيتمكّن موسى وقومه من العبور، إلّا أنّ فرعون لم يَتّعِظ مِمّا رأى، واستمرّ في تكبُّره، ولَحِقَ هو وجنوده بموسى -عليه السلام-، وقومه، فأغرقه الله -تعالى- هو وجنوده، ونجَّى موسى -عليه السلام-، ومَن آمن به

حُكم صيام عاشوراء:

يُعَدّ صيام يومَي عاشوراء وتاسوعاء سُنَّة باتِّفاق الفقهاء؛ فقد قال النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (هذا يَوْمُ عَاشُورَاءَ ولَمْ يَكْتُبِ اللَّهُ علَيْكُم صِيَامَهُ، وأَنَا صَائِمٌ، فمَن شَاءَ، فَلْيَصُمْ ومَن شَاءَ، فَلْيُفْطِرْ)، وقد ذهب الأصوليّون، وتَقيّ الدين من الحنابلة إلى أنّ صيام يوم عاشوراء كان فَرضاً في بداية الإسلام، وعندما فُرِضَ رمضان أصبح صيامه سُنَّة، وقد قال النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (لَئِنْ بَقِيتُ إلى قَابِلٍ لَأَصُومَنَّ التَّاسِعَ)؛ دلالة على سُنّية صيام التاسع مع العاشر، ويجوز إفراد صيام يوم عاشوراء دون تاسوعاء