ماهي مصادر تلوث مياه البحر
ماهي مصادر تلوث مياه البحر

من أكثر القضايا التي تشغل بال المجتمع البشري في الوقت الحالي البحث عن مصادر تلوث مياه البحر، فالأمر يعد من أخطر المسائل التي يواجهها العالم بأكمله. فمياه البحار لاتشكل مصدراً للماء فقط وإنما تعد أساسية للاستزراعات والسفر وغيرها من الأشياء التي يستفاد منها في حياتنا اليومية، ولذلك فإن حفظ هذه الموارد يجب أن يكون من أولوياتنا. في هذه المقالة من موقعنا موقع اندماج سنتحدث عن بعض مصادر تلوث مياه البحار وكذلك تأثير هذا التلوث على حياتنا وبيئتنا.

جريان المياه وتدفق النفايات

يُعَد جريان المياه وتدفق النفايات من بين أهم مصادر تلوث مياه البحر. فالمياه العذبة الناتجة عن الأمطار وأنهار العالم تحمل كميات كبيرة من النفايات والمخلفات التي تتراكم في البحار والمحيطات، ما يؤثر سلباً على الجودة والصحة العامة للمياه البحرية. كما يسهم الالتفاف على قوانين التخلص من النفايات السامة ورميها في المياه في زيادة تأثير تلوث المياه البحرية وتأثيره على الحياة البرية والبشرية التي تعتمد على المحيطات والبحار كمصادر للأغذية والمياه الخالية من التلوث. لذا، يتطلب العمل على تخفيض هذه الظاهرة الخطيرة والمهددة للبيئة باتخاذ إجراءات عملية لإدارة ومعالجة المخلفات بشكل أفضل والحفاظ على نظافة وجودة مياه البحار والمحيطات المختلفة.

ماهي مصادر تلوث مياه البحر
ماهي مصادر تلوث مياه البحر

التعدين وتسريب البترول

يعتبر التعدين وتسرب البترول من أكثر المصادر تأثيراً على تلوث مياه البحر. فبالإضافة إلى تسرب النفط على نطاق واسع، فإن تعدين قاع البحار يمكن أن يؤدي إلى تدمير الموائل الطبيعية للكائنات الحية في البحر، وبالتالي تأثير سلبي على تنوع الأحياء المائية. ولضمان حماية المحيطات، يجب على الدول والمؤسسات تطوير واستخدام تقنيات التعدين الصديقة للبيئة واتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة لتجنب التسرب النفطي والحد منه عند وقوعه، وذلك لضمان الحفاظ على المياه البحرية النظيفة والحفاظ على سلامة الكائنات الحية المعيشية في البحر.

التلوث بالمواد البلاستيكية

يُمثّل التلوث بالمواد البلاستيكية واحدًا من أشدّ أسباب تلوث مياه البحار انتشارًا على مستوى العالم، حيث تشخّص هذه المادة التي لا تتحلّل بسرعة من البيئة بأكثر من 80٪ من النفايات البحرية. في مصر، تعدّ هذه المادة المسؤولة عن تلوّث المياه البحرية، ويأتي الاستخدام الواسع للأكياس البلاستيكية بين أهم العوامل المؤدّية لانتشار هذه النفايات في البحر. يحذّر العلماء من خطر هذا التلوث على الثروة الحيوانية البحرية وعلى البيئة بشكل عام، ويدعون إلى العمل على تقليل استخدام المواد البلاستيكية وتعزيز ثقافة الاستدامة والحفاظ على بيئتنا البحرية الثمينة.

انبعاث الغلاف الجوي

إن صناعة البترول والفحم والغازات الأخرى هي من أهم مصادر التلوث لمياه البحار والمحيطات عن طريق انبعاثات الغلاف الجوي. فعند حرق هذه الوقود الأحفوري، ينتج عنه عدد كبير من الانبعاثات الخطيرة التي تسبب تغييرات في الغلاف الجوي وتؤثر على حياة البشر والحيوانات والنباتات. بالإضافة إلى ذلك، فإن الانبعاثات الكيميائية الخطيرة التي تطلقها بعض الصناعات تنتقل عبر الهواء إلى المحيطات والبحار، مما يسبب تسممًا للمخلوقات البحرية وتدهوراً في جودة المياه. لذلك، يجب حث الصناعات على تطبيق ممارسات صديقة للبيئة والحد من الانبعاثات الضارة للحفاظ على المياه البحرية والحيوانات البحرية والنباتات المائية.

التلوث الكيميائي والصناعي

التلوث الكيميائي والصناعي هي من أهم مصادر تلوث مياه البحر، إذ يتمثل التلوث بالمواد الكيميائية بتفريغ المواد الخطرة في المياه السطحية والجوفية من قبل الصناعات والمنشآت الصناعية الكبيرة. كما يشمل التلوث الصناعي أيضاً تفريغ النفايات الصلبة والسائلة والتي تؤثر بشكل كبير على جودة المياه البحرية. وفيما يتعلق بالتلوث الكيميائي، فإنه يحدث نتيجة تفريغ العديد من المواد الكيميائية المستخدمة في العديد من المجالات مثل الزراعة والصناعة، مثل المبيدات الحشرية والأسمدة الزراعية والمواد المحفوظة في العبوات البلاستيكية وغيرها. لذلك، فإن التحكم في مصادر التلوث الكيميائي والصناعي يجب أن يكون مهماً وعاجلاً لدى أي حركة تهدف للحفاظ على بيئتنا وما تحتويه من كائنات حية.

النفايات الإنسانية والحيوانية

تشكل النفايات الإنسانية والحيوانية واحدة من أهم مصادر تلوث مياه البحر. فبما أنّ الكثير من النفايات الصلبة والسائلة تلقى في المسطحات المائية، فإنّها تساهم في تلوثها وتفسدها. وتشمل هذه النفايات بقايا الطعام والأوساخ البشرية والنفايات الزراعية والحيوانية. وهي تتسبب في انتشار الأمراض والجراثيم، إضافة إلى إفساد جودة المياه وإحداث مشاكل بيئية خطيرة. لذلك من المهم توعية المجتمعات بخطورة هذا النوع من التلوث وتحفيزهم على التخلص من النفايات الصلبة بشكل سليم وإعادة تصنيع المواد القابلة لإعادة الاستخدام، فهذه الخطوات البسيطة قد تساعد في الحفاظ على جودة مياه البحر والمحيطات.

استخدام المبيدات الحشرية والأسمدة الزراعية

استخدام المبيدات الحشرية والأسمدة الزراعية يشكل أحد أهم مصادر تلوث مياه البحر. فقد أدى توسع استخدام المبيدات بصورة مكثفة في الأغراض الزراعية والصحية إلى تلوث المسطحات المائية بالمبيدات، سواء بطريقة مباشرة عن طريق إلقائها في الماء أو بطرق أخرى. وبالمثل، فإن استخدام الأسمدة الزراعية الكيميائية يتركز عادة على الأراضي الزراعية المجاورة للبحر، حيث يمكنها الوصول إلى المياه الجوفية وقشرة الأرض، مما يؤثر سلباً على نوعية المياه بشكل عام. لذلك، ينبغي الحد من استخدام المبيدات الحشرية والأسمدة الزراعية، وتشجيع الزراعة العضوية والممارسات الزراعية المستدامة، للحفاظ على نوعية الماء والبيئة البحرية بصورة أفضل.

انتشار الأمراض والجراثيم

يعتبر انتشار الأمراض والجراثيم من مصادر التلوث البحري المهمة، حيث تعد المياه الملوثة بالجراثيم والبكتيريا والفيروسات والمواد العضوية الخطر الأكبر للصحة العامة. يمكن أن تتسبب هذه المواد الضارة في عدة أمراض خطيرة مثل الكوليرا والتيفود والاستسقاء وغيرها.

وتعتبر مصادر التلوث البحري المرتبطة بالأنشطة البشرية المسؤولة عن انتشار الأمراض والجراثيم، مثل الصرف الصحي الغير معالج وتصريف النفايات الإنسانية والحيوانية في المياه البحرية. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يتسرب المواد الكيميائية من المصانع أو العوادم الصناعية إلى المياه البحرية، مما يؤدي إلى زيادة مستوى التلوث بالجراثيم والأمراض.

لتفادي انتشار الأمراض والجراثيم في المياه البحرية، يتعين على الأفراد الالتزام بالسلوك الصحي وعدم رمي المخلفات الإنسانية أو الحيوانية في البحر. كما يتعين على المصانع اتباع الإجراءات اللازمة للحد من إفرازاتها الكيميائية في المياه البحرية. ولحماية المحيطات، يشجع العلماء على إجراء التغييرات في نمط الحياة وتبني السلوكيات الصديقة للبيئة.

ترسيب الجسيمات والمخلفات على قاع البحار

تواجه المياه البحرية العديد من مصادر التلوث، ومنها ترسب الجسيمات والمخلفات على قاع البحار. يتمثل التراكم العضوي وغير العضوي في مصادر التلوث التي تشمل النفايات البلاستيكية والرملية والأحيائية المنبعثة من المحطات البحرية ومن عمليات ترسيب السدود. كلما بقت المياه هادئة، ترسبت المواد الصلبة والجراثيم في قاع الإناء. هذا النوع من التلوث يسبب تأثيرات بيئية سلبية على النظام الإيكولوجي وتكاثر الأحياء المائية، ويؤثر بالتالي على الثروة السمكية. يجب علينا التحدث بجدية عن هذه المشكلة والعمل على تقليل ترسب المخلفات على قاع البحار لصون صحة بيئتنا البحرية والحفاظ على الثروة الحية.

تأثير التغيرات المناخية على تلوث المياه البحرية.

تؤثر التغيرات المناخية بشكل كبير على تلوث المياه البحرية، إذ يرتفع مستوى البحار والمحيطات مما يؤدي إلى زيادة انتشار النفايات البحرية والأمراض والجراثيم فيها. كما يؤدي تحمض المحيطات إلى تدمير الحياة البحرية وانقراض الأنواع الحيوانية فيها، مما يؤثر سلبًا على النظم البيئية. ومن بين العوامل التي تساهم في ذلك هو انبعاث الغلاف الجوي الناتج عن النشاط البشري، وتغيير درجة حرارة البحر الناتج عن تغير المناخ. لذلك، يجب أن تكون التدابير الرامية إلى تحسين جودة مياه البحار من بين الأهداف الرئيسية للتغلب على مشكلة تلوث البحار، وذلك عن طريق استخدام المواد الحيوية والتكنولوجيا المتعلقة بتنقية المياه.