فضل قراءة سورة الكهف يوم الجمعة

قراءة سورة الكهف لم تحدّد بزمنٍ، إنّما تكون في أي وقتٍ من يوم الجمعة، سواءً أوّل اليوم، أو آخره، أو أوسطه، دون تحديد أي مكانٍ، فتصحّ في المسجد، أو في الطريق إليه، وغير ذلك من المواضع، ويُعرف اليوم في الاصطلاح الشرعيّ ويُقدّر من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، إلّا أنّ وقت استحباب قراءة سورة الكهف يبدأ من ليلة الجُمعة، أيّ مساء يوم الخميس

تعريف بسورة الكهف :

سُمّيت سورة الكهف بذلك نسبةً إلى قصة أصحاب الكهف الواردة في بداية السورة والتي تدلّ على قدرة الله سبحانه، قال تعالى: (أَم حَسِبتَ أَنَّ أَصحابَ الكَهفِ وَالرَّقيمِ كانوا مِن آياتِنا عَجَبًا)، كما ذكر رسول الله -عليه الصلاة والسلام- اسمها في العديد من أحاديثه، فروى الإمام مسلم في صحيحه عن النواس بن سمعان -رضي الله عنه- أنّ الرسول قال: (فَلْيَقْرَأْ عليه فَوَاتِحَ سُورَةِ الكَهْفِ)، وقد نزلت هذه السورة قبل الهجرة النبوية؛ أي أنّها سورةٌ مكيةٌ، وقال بعض المفسرين إن بعضاً من آياتها مدنيةٌ وليست مكية، لكن لم يرد أي دليلٍ على قولهم

سبب نزول سورة الكهف :

كانت سورة الكهف دليلاً من الأدلة التي جاءت تصديقاً على نبوة محمدٍ صلّى الله عليه وسلّم، ونزلت سورة الكهف في الوقت الذي عانى فيه أهل مكة من الظلم والقهر، كما بيّنت السورة ما عانى منه أصحاب الكهف، فكانت كالفرج بعد الشدّة، وورد في سبب نزول سورة الكهف أنّ المشركين أرسلوا رجلين من اليهود إلى الأحبار ليسألوهم عن رأيهم في دعوة محمد، فكان ردّ الأحبار عليهم بأن يسألوا محمداً عن مجموعةٍ من الفتيان، وعن رجلٍ طاف الأرض ووصل مغربها ومشرقها، فنزل الوحي بالرد عن تلك الأسئلة بنزول سورة الكهف

 

فَضْل قراءة سورة الكهف يوم الجُمعة :

تترتّب على قراءة سورة الكهف يوم الجُمعة العديد من الفضائل، فيما يأتي بيان البعض منها:

  • سُورة الكهف نورٌ لمن يقرأها، وقد وردت الكثير من الأحاديث التي تدلّ على ذلك؛ منها: ما ورد عن أبي سعيد الخُدريّ -رضي الله عنه- أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: (مَنْ قرأَ سورةَ الكهفِ كما أُنْزِلَتْ كانَتْ لهُ نُورًا يومَ القيامةِ، من مَقَامِهِ إلى مكةَ، و مَنْ قرأَ عشرَ آياتٍ من آخِرِها ثُمَّ خرجَ الدَّجَّالُ لمْ يَضُرَّهُ)، وما أخرجه السيوطيّ في الجامع الصغير: (من قرأ سورةَ الكهفِ يومَ الجمعةِ أضاء له النُّورُ ما بينَه وبين البيتِ العتيقِ)، وسورة الكهف نورٌ بين الجُمعتين، كما ورد عن أبي سعيد الخدريّ -رضي الله عنه-: (من قرأ سورةَ الكهفِ في يومِ الجمعةِ، أضاء له من النورِ ما بين الجمُعتَينِ)
  • تُستحبّ قراءة سورة الكهف كلّ يوم جُمعة، فقد كان الصحابيّ الجليل عبدالله بن عمر يقرؤها؛ لِما لها من الثواب والأجر الكبير، إلّا أنّ أغلب الأحاديث التي وردت في بيان فَضْل قراءتها ضعيفة الإسناد، ولكن يُؤخذ بها في فضائل الأعمال، كما أنّها تدعم بعضها الآخر، ولذلك فإنّ قراءة سورة الكهف يوم الجُمعة سنّةٌ.
  • سورة الكهف نورٌ يُضيء للمسلم طريق الهداية، فهي تكفّ المسلم عن المعاصي والآثام، وتُرشده إلى طريق الخير والصواب، وقد تكون نوراً حقيقياً حسيّاً، كما ورد عن عبدالله بن عمر -رضي الله عنه- أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: (مَن قرَأَ سورةَ الكَهفِ يومَ الجمُعةِ سطَعَ له نورٌ من تحتِ قَدَمِه إلى عَنانِ السماءِ يُضيءُ به يومَ القيامةِ، وغُفِرَ له ما بينَ الجمُعَتَينِ).
  • سورة الكهف تحمي وتقي قارئها، وتحفظه من فتنة المسيح الدجّال، وذلك بحفظه لأوّل عشر آياتٍ منها، وقد وردت العديد من الأحاديث التي تؤكّد ذلك؛ منها: ما ورد عن أبي الدرداء -رضي الله عنه- أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: (مَن حَفِظَ عَشْرَ آياتٍ مِن أوَّلِ سُورَةِ الكَهْفِ عُصِمَ مِنَ الدَّجَّالِ)
عبادات وسنن يوم الجمعة:

يتميّز يوم الجمعة بعباداتٍ وسننٍ خاصةٍ به، ومنها:

  • يستحبّ قراءة سورة الكهف.
  • يستحب قراءة سورة السجدة وسورة الإنسان في صلاة فجر يوم الجمعة.
  • يستحب الإكثار من الصلاة على النبي يوم الجمعة وليلتها.
  • عدّ الله صلاة الجمعة من الفروض المؤكدة، وهي خير اجتماعٍ للمسلمين، كما جعل الله قُرب الناس يوم القيامة من الجنة بحسب قُربهم من الإمام في صلاة الجمعة.
  • يستحبّ يعدّ الاغتسال يوم الجمعة من الأمور المؤكدة. يستحبّ التعجيل إلى صلاة الجمعة قدر الإمكان.