العاهل السعودي يحدد ملامح السياسات الخارجية والداخلية في خطاب لمجلس الشورى

افتتح خادم الحرمين الشريفين الملك السعودي  سلمان بن عبدالعزيز، عبر الاتصال المرئي، أعمال السنة الأولى من الدورة الثامنة لمجلس الشورى، و ذلك بحضور ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، محددا ملامح السياسات الخارجية و الداخلية في خطاب للمجلس الشورى .

حيث قال الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز أل سعود في بداية الخطاب : “يسرنا افتتاح أعمال السنة الأولى من الدورة الثامنة لمجلس الشورى، سائلين المولى أن تكون أعمالنا خالصة لوجهه، وأن يعيننا لخدمة الوطن والمواطن، وأقدر لمجلسكم الموقر أعمالكم الجليلة”. وأضاف: “منذ أن وحد جلالة الملك عبدالعزيز المملكة العربية السعودية وهي تأخذ بمبدأ الشورى، مما أسهم في تعزيز مسيرتها التنموية الشاملة لتحقيق ما تصبو إليه من أمن ورخاء وازدهار”.

و تحدث الملك سلمان عن الحج في ظل إنتشار فيروس كورونا المستجد : “إننا نفخر بما شرفنا الله به من خدمة الحرمين الشريفين، وتوفير كل سبل الراحة لضيوف الرحمن من حجاج ومعتمرين، وقد حرصنا على إقامة الركن الخامس من أركان الإسلام رغم الظرف الاستثنائي المتمثل بجائحة كورونا المستجد التي أصابت العالم، ودفعنا المزيد من احتياطات السلامة والوقاية، فاقتصر الحج على عددٍ محدودٍ من مواطنين ومقيمين، لضمان صحة الحجيج”.

و أوضح الملك سلمان بن عبد العزيزي عن طرق التصدي لإنتشار فيروس كورونا : “لقد أثمرت جهود بلادكم في التصدي المبكر للحد من آثار الجائحة، وهو ما ساهم في تدني انتشار العدوى وانخفاض أعداد الحالات الحرجة. وأكرر شكري لإخواني وأخواتي وأبنائي وبناتي المواطنين والمقيمين، على تفهمهم وتعاونهم في اتباع التعليمات وتنفيذ الإجراءات، كما أشكر أجهزة الدولة كافة، على جهودهم في مواجهة الجائحة. وإني لأشكر من هذا المقام أبنائي الجنود البواسل في الحد الجنوبي، وأدعو لهم بالثبات، ولشهدائنا بالجنة”.

و تحدث أيضا عن دعم الإقتصاد في المملكة  “في سبيل تخفيف الآثار الاقتصادية لتفشي فيروس كورونا المستجد، سارعت بلادكم لتقديم مبادرات حكومية للقطاع الخاص، وخصوصاً المنشآت الصغيرة والمتوسطة، شملت أكثر من 218 مليار ريال، إضافة لدعم القطاع الصحي بمبلغ 47 مليار ريال. ولقد سعينا من خلال إدارة الجائحة إلى استمرار الأعمال وموازنة الأثر الاقتصادي والصحي والاجتماعي، وسنواصل التقييم المستمر، حتى انتهاء الجائحة”.

و قال الملك سلمان في خطابه عن قمة العشرين  “في تأكيد لريادة بلادكم، دعت المملكة العربية السعودية، التي ترأس الدورة الحالية لمجموعة العشرين، في ظرف جائحة فيروس كورونا المستجد، وبغية مواجهة عالمية تخفف آثار الجائحة، لعقد قمة استثنائية افتراضية، جرت في مارس الماضي، ونتطلع من قمة مجموعة العشرين، التي ستعقد هذا الشهر إلى تعزيز التنمية، وتحفيز التعاون عالمياً، لصنع مستقبل مزهر للإنسان”.

و قال خادم الحرمين الشريفين عن النفط و منظمة أوبك حيث قال “المملكة العربية السعودية حرصت منذ تأسيس منظمة أوبك على استقرار أسواق البترول العالمية، وليس أدل على ذلك من الدور المحوري الذي قامت به في تأسيس و استمرار اتفاق مجموعة أوبك بلس، وذلك نتيجة مبادرات المملكة الرامية إلى تسريع استقرار الأسواق واستدامة إمداداتها”.

و تابع حديثه أيضا : “كما عملت المملكة، ولا تزال تعمل لضمان استقرار امدادات البترول للعالم بما يخدم المنتجين والمستهلكين على حد سواء، على الرغم من الظروف الاقتصادية التي يعيشها العالم اليوم بسبب جائحة كورونا وانعكاساتها على أسواق البترول العالمية”.

و تحدث العاهل السعودي و خادم الحرمين الشريفين في خطابه عن القضية الفلسطينية حيث بال  “المملكة تؤكد استمرار وقوفها إلى جانب الشعب الفلسطيني لإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، كما أننا نساند الجهود الرامية لإحلال السلام في الشرق الأوسط بالتفاوض بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي للوصول إلى اتفاق عادل و دائم”.

أكد خادم الحرمين الشريفين على “تأييد الحل السلمي بسوريا وفقاً لقرار مجلس الأمن 2254، ومسار جنيف 1″، مشددا على “وجوب خروج الميلشيات و المرتزقة منها و الحفاظ على وحدة التراب السوري”.

و في الختام قال الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز أل سعود: “حفظ الله المملكة العربية السعودية، و أدام عليها فضله، و وفقنا و إياكم لمواصلة قيامنا بخدمة شعبنا، وتعزيز أدوار بلادنا الريادية، و مساهماتها في تحقيق الأمن و السلم و التنمية إقليمياً و دولياً.