علي بومنجل.. ماكرون يعترف بدور فرنسا في تعذيب وقتل المحامي الجزائري

اعترفت فرنسا بأن مناضلا جزائريا شهيرا قد عُذب وقُتل على يد الجيش الفرنسي قبل أكثر من ستين عاما. إيمانويل ماكرون، قدم رواية مختلفة لما حصل، وذلك في اجتماع مع أحفاد بومنجل يوم الثلاثاء. وقال ماكرون “لم ينتحر. لقد عُذّب، وبعد ذلك قُتل”. وكان علي بومنجل قد اعتقل خلال حرب التحرير الجزائرية عام 1957، وبعد فترة وجيزة من اعتقاله، ادعى الفرنسيون أنه انتحر.

العلاقات الجزائرية والفرنسية بعهد ايمانويل :

جاء في بيان صادر عن قصر الإليزيه “لا جريمة أو انتهاك ارتكبه أي شخص خلال الحرب الجزائرية يمكن أن يُبرر أو يُبحث له عن أعذار”.

وكان ماكرون قد وصف خلال حملته الانتخابية عام 2017 استعمار الجزائر بأنه “جريمة ضد الإنسانية” وعبر عن رغبته في أن تتقدم العلاقات الجزائرية الفرنسية بالرغم من عداوات الماضي.

لكن ماكرون واجه ردود فعل عنيفة بداية هذه السنة حين رفض إصدار اعتذار رسمي بسبب الجرائم التي ارتكبت في الجزائر، وعرض بدلا من ذلك “أفعالا رمزية” تهدف لتشجيع المصالحة.

ووافق على تشكيل “لجنة لتقصي الحقائق” بهدف تسليط الضوء على النزاع بعد أن قدم تقرير، أُعدّ بطلب من الحكومة، توصية بفعل ذلك.

لكن التقرير المشار إليه تعرض لانتقادات من الحكومة الجزائرية التي قالت إنه “لم يكن موضوعيا” وكان “أقل من التوقعات”.

نبذة من حياة المناضل علي بومنجل :

كان علي بومنجل ناشطًا سياسيًّا ومحاميًّا مشهورًا عضوًا في حزب الاتحاد الديمقراطي للبيان الجزائري الذي أسّسه في 1946 فرحات عباس (أول رئيس للحكومة الموقتة للجمهورية الجزائرية) وبذلك أصبح مدافعًا عن المناضلين الجزائريين متّبعًا خطى شقيقه الأكبر أحمد، وهو محامٍ بدوره.

واعتقل بومنجل خلال معركة الجزائر العاصمة بين يناير وأكتوبر 1957 بعد تدخّل القوات الخاصة للجيش الاستعماري لوقف هجمات جبهة التحرير الوطني، وكانت ابنت أخ علي بومنجل، فضيلة بومنجل شيتور، أستاذة الطب والناشطة في مجال حقوق الإنسان، قد ندّدت الشهر الماضي بمحاولة باريس التغطية على جريمة قتل عمّها، واصفة ما جرى بكذب الدولة (الفرنسية) الهدّام.